ومضات حول منهجية التعلم

يتحدث الناس كثيراً عن التعلم، وعندما تقرأ أو تسمع التفاصيل يتضح أنهم يتحدثون عن التعليم وليس التعلم، وهما مختلفان جداً.

ومعرفة الفرق بين التعلم والتعليم ستجعلنا أقدر على التعلم مدى الحياة.

التعليم هو أحد طرق التعلم، وعادة يتم التعليم بمنهجيات وأساليب طورها المسؤولون في وزارات التعليم، أو المدرسون في المدارس والجامعات، ولم يكن لنا نحن دور فيها.

التعليم يتم في فصول دراسية، ويتمحور حول إيصال ” المنهج ” للطالب واختباره فيه، وهذا أمر مفيد، ولكنه بالتأكيد غير كافي.

بينما التعلم هو أمر آخر، فهو أولاً أمر مستمر في الحياة، ولا يتوقف عند (إنهاء الدراسة)، والتعلم يتطور باستمرار كلما نضج الإنسان في الحياة، والتعلم الجديد هو الذي يغير مناهج التعليم.

كما أن التعلم لا يتوقف عند أساليب التعليم ومناهجه وطرقه، بل يتعدى ذلك لأساليب كثيرة.

التعلم لا يتوقف عند الحصول على (الإجابات)، بل يتعدى ذلك إلى (إثارة الأسئلة)، وتحريك (الفضول) للوصول إلى (الإبداع).

والتعليم يركز على (العلم) و(العقل)، بينما التعلم يهتم بهما، لكنه يضيف لذلك (المشاعر) و(السلوك) و(البيئة المحيطة) و(الوعي) و(المجتمع).

التعليم مسؤولية المعلم، بينما التعلم مسؤولية المتعلم، والتعليم له مستويات وشهادات، بينما التعلم يتجاوز ذلك بالتركيز على (الإنسان) وآثاره، فالتعليم مهم، لكن التعلم أهم.

فلا تكتفِ بأن يعلمك الآخرون، بل تعلم بنفسك مدى الحياة لتتمكن من تغيير الحياة.

الآن.. ما هو التعلم إذاً؟

التعلم هو (اكتساب الجديد لإحداث التغيير)

وإليك تحليلاً وتفصيلاً لهذا التعريف:

• اكتساب: أي له منهجية وأدوات وخطوات، من عرفها وطبقها يمكنه أن يتعلم بفعالية.

• الجديد: قد يكون معلومات، مهارات، قيم، سلوك، طرق تفكير.

• التغيير: يشمل تغيير الشخص، أو من حوله، أو المجتمع، أو الأمة، أو العالم.

ما هي أهم أنواع التعلم؟

بلا شك أهم أنواع التعلم هو: أن (تتعلم كيف تتعلم)، أو ما يسمى (منهجية التعلم)، فتعلم هذه المنهجية يفيدك عدة أمور منها:

• يزيد الثقة بالنفس.

• يقلل المهابة من الخطر والمغامرة.

• يساهم في الإبداع.

• يساعد في عملية التغيير الفردي والجماعي.

• يجعلك أقدر على تحقيق أهدافك.

• يتحدى الأفكار والافتراضات.

• التعلم ممتع ويمنع الملل.

المصدر: دورة (منهجية التعلم مدى الحياة)

للدكتور طارق السويدان