تنمية بشرية

الإقناع وتأثيره على قراراتنا اليومية

الإقناع علم نحتاجه في حياتنا، فلا يوجد قائد أو أي شخص له أثر لم يستعمل هذا العلم، حتى الرسل والأنبياء استعملوا الإقناع في جعل الناس يلبون دعوتهم، إذن بمهارات فن الإقناع وبإتقان هذه الطرق ستحصل على ما تريد بأقل وقت وأقل جهد، وتستطيع عن طريق إتباع هذه الطرق في حياتك التخلص من الكثير من الظواهر السلبية المنتشرة، ليس فقط على مستوى الأفراد حتى الدول بحاجة لتطبيق وتعلم هذا العلم.

الآباء والأمهات بحاجة لتعلم هذه العلم لإقناع أبنائهم ما فيه مصلحة لهم، والقائد بحاجة لهذا العلم مع مرؤوسيه، والمدير مع موظفيه والمعلم مع طلابه والمدرب مع المتدربين، بل لا يوجد شخص لا يستفاد من هذه العلم، كل شخص مهما كان تخصصه ومكانته في هذا العلم بحاجة إلى إتقانه.

 حتى لو أتينا بمتسول يستعمل الإقناع ومتسول ثانٍ لا يستعمله، فمن منهما سيحصل على أموال أكثر؟ بالطبع الذي يطبق طرق الإقناع، وإليكم هذه القصة التي تلخص هذه الفكرة: كان هناك رجل أعمى يسأل الناس أن يعطوه من الصدقات، وكتب بجانبه لافتة فيها عبارة يطلب من الناس التصدق عليه، فكان معظم الناس يمرون عليه دون أن يعطوه مثله مثل بقية المتسولين، وفي يوم مر عليه شخص متخصص في التسويق ومسح ما كان مكتوباً، وكتب:

ˮ الدنيا ربيع والجو بديع ولكنني لا أرى لأستمتع بهما، هنيئاً لكم ʻʻ

فلما رأى الناس هذه العبارة تبرعوا له بمال كثير.

إذن فالإقناع أداة تستعمل فيها طرق البرهان والمنطق لإيصال أفكارنا للآخرين والتأثير عليهم أو استعمال الحجة للقيام بعمل ما.

وهي عملية تهدف لتغيير سلوك شخص أو مجموعة تجاه حدث معين، وتستخدم فيها كلمات مكتوبة أو منطوقة من خلال تحريك المشاعر أوإيجاد نوع من المصداقية، وقد يستخدم هذا العلم كذلك لمكاسب شخصية.

الإقناع لغة:

قنع : أي مال  (المعجم الوسيط)

قنعت الإبل والغنم: أي مالت لمأواها وأقبلت نحو أصحابها.

قنع (بفتح النون أو بكسرها): أي رضي بما أعطي.

اقتنع بالفكرة أو بالرأي: أي قبله واطمأن إليه.

قَنع إلى فلان: أي خضع له وانقطع إليه.

قنّعه: أي رضاه.

تعريف السويدان:

ˮ الإقناع هو عملية التأثير لتغيير الأفكار أو السلوك ʻʻ

وهناك حوارات مقنعة للأنبياء عليهم السلام لقومهم، وظهر ذلك بوضوح في حجج نوح وإبراهيم عليهما السلام بشكل خاص، وبخاصة الحجج التي أعطاها الله تعالى لإبراهيم عليه السلام (وتلك حجتنا آتيناه إبراهيم على قومه) فدحض بها حجج الملك في العراق، واستعمل المنطق كذلك لإقناع قوم الشام بعدم عبادة الكواكب والنجوم.

يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

انضم الآن إلى دورة الإقناع علم وفن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى