د. مصطفى أبو سعد
هناك أساليب سلبية، تبعد المربي عن الحصول على رخصة الممارسة التربوية، منها:
-
الصـــــــــــــــــراخ
الصراخ يلغي لغة التواصل والتفاهم بين طرفي المعادلة..
ويعد أسوأ طرائق التعامل مع الطفل وآثاره السلبية أكثر من آثار الضرب وغيره من الأساليب العقابية..
وأنا أعد هذا السلوك كارثة تربوية، ورسولنا المربي الأعظم ما رفع صوته قط.
-
التأنيب واللوم
كثرة التأنيب واللوم يوغر القلوب ويفكك العلاقات والروابط، ويبعد القلوب ويقتل المشاعر الإيجابية بين الطرفين.
-
الأوامر الكيفية
كثرة الأوامر دون عملية إقناع يرافقها تحول الابن إلى آلة لتنفيذ الأوامر وتلغي شخصيته وتضعفها.. وتجعل منه شخصًا انقياديًا مستسلمًا لا كيان له.
-
التهديــــدات
كثرة التهديد بكل أنواعه: (المباشر وغير المباشر، واللطيف والعنيف…) لا يساعد ولا يسهم في حل مشكل أو إبعاد ابن صغير عن سلوك مزعج.
وإن بدا أنه يترك ويتخلى عن هذا السلوك فإن هذا يتم بشكل مؤقت ودوافع الخوف من التهديد لا من خلال قناعات ومعتقدات ودوافع داخلية.
-
السخـــــرية
السخرية من السلوك المرفوض تسحب الثقة من الطفل وتقنعه بعدم قدرته على التخلي عن سلوكياته المزعجة.
فضلًا عن كون السخرية تحطم المعنويات وتضعف كيان الطفل، وعادة ما تدخله في عالم منطو على ذاته بعيداً عن التفاعل مع محيطه تفاعلًا إيجابيًا ومستقلًا.
-
الشتـــــــم
شتم الطفل ووصفه بنعوت سلبية تثبت هذه الأوصاف وتقنع الطفل بها، فضلًا عن أن الشتم يعلم الابن البذاءة وسوء الخلق ويضعه ضحية آفات لسانه.
-
المقـارنــــة
لا تقارن طفلًا أبدًا بغيره..
إذ المقارنة تتم عادة بين سلوكين أو موقفين لا شخصين..
أما المقارنة بين طفل وغيره؛ فهذا أسلوب ينزع ثقة الطفل بنفسه وقدراته ويقنعه بفشله وعدم قدرته أن يكون مثل غيره.
-
المبالغة في الوعظ
كان رسول الله “صلى الله عليه وسلم” يتخول أصحابه رضي الله عنهم بالموعظة مخافة السآمة.
والطفل يرفض أن يتلقى باستمرار وعظًا مبالغًا فيه ومباشرًا.
-
سوء الظن بالطفل
تفسير السلوك دائمًا تفسيرًا سلبيًا يعد من سوء الظن بالطفل وعدم الثقة فيه وفي أخلاقه وقيمه، وهذا يؤدي إلى انعدام الثقة بين الابن وولده، وإذا اندثرت هذه الثقة أغلقت أبواب التواصل بينهما.
-
الاتهــــــــــــــام
فرق شاسع بين أن تسأل ابنك لماذا تأخرت؟ من باب الاطمئنان عليه والحرص على سلامته، وأن تسأله لماذا تأخرت؟ من باب الاتهام وسوء الظن فيه.
فالدافع الأول يقربكما ويجعل ابنك يتواصل معك ويفتح قلبه وحديثه معك، والثاني يجعله ينغلق وقد يدفعه إلى التهرب والكذب.
-
العقاب والعنف
العقاب بشتى أساليبه لا يجعلك تركز على الحلول بقدر ما يكون بالنسبة إليك إشفاءً للغليل أو إفرازاً للتوتر..
والطفل الخاضع للعقاب قد يستجيب لك ولكن مؤقتًا، أو أنه يتعلم الازدواجية السلوكية، فأمامك يتصرف بسلوك وفي غيابك ينهج سلوكًا مخالفًا.
-
التجريم
وهو من الأساليب السلبية التي تجعل كل شيء أسوداً في عين الأب، ولك سلوك يصدر من الابن يعد جرماً.
-
المــــــــــــــــــن
كثرة المن على الطفل وتذكيره بأعمالك وتعبك، يجعله في موقف ضعف وتأنيب، عادةً ينتهي بمحاولاته للتخلص من المن المستمر.
وقد يلجأ الطفل إلى السرقة لتوفير احتياجاته أو الهروب من المنزل لاحقاً.
والمن يتم بأشكال متعددة منها:
بعد كل ما عملته من أجلك تفعل هذا.. أو أنا أشتغل وأتعب من أجلك…
-
الانتقاد المستمر
كل شيء لا يعجب الأب، وكل سلوك من الطفل لابد وأن يجد له الأب ثغرات ينتقدها..
وهذا الانتقاد يجعل الابن زاهدًا في العمل والإنجاز مفضلًا الاستكانة والانعزال.
-
التحذيــــــــــر
أحيانا التحذير من الأشياء غير المقبولة التي لا تصدر أصلًا من الطفل تفتح ملفات التحذيرات بذهنه وتفكيره..
فالحديث مثلا مع الابن بأسلوب التحذير (لا تدخن.. إياك والتدخين) تنشئ ملفًا عن التدخين في ذهنه، يمكن أن يفتحه في أي لحظة ضعف أو سوء تفاهم بين الوالد وابنه، ليجعل من لجوئه إليه ردة فعل أو تحدياً أو ميلاً للمعاكسة والانتقام.