كنا قد عرضنا في مقال سابق بعنوان ” صغارك المزعجون| كيف توقف تخريبهم ولا توقف سعادتك وسعادتهم؟” للدكتور مصطفى أبو سعد عن استراتيجية احتواء التخريب، كيف نحتوي التخريب، وخطوات احتواء التخريب. (للاطلاع عليه من هنا) وفي هذا المقال نعرض لكم التتمة عن كيفية التدخل الإيجابي لاحتواء التخريب وكيف نمارس هذا التوجيه الإيجابي.
التدخل الإيجابي لاحتواء التخريب
لا تخاصم ناطورك الصغير..
بل أعنه على قطف العنب لك وله!
تذكر بداية موقفاً كنت أنت فيه من يقوم بعملية تخريب. ووجدت الطرف الآخر يتصرف إيجابياً ويحاول تهدئة الموقف وفي النهاية تم تجاوز المشكلة بسلام. كيف كان موقفك وشعورك يومها؟ تعض أصابع الندم، تود لو أنك لم تفعل هذا، تقرر عدم العودة لهذا السلوك، وبالمقابل لو أن الطرف الآخر لجأ للعنف والعقاب والصراخ والتأنيب والتنقيص منك لوجهت تركيزك للدفاع عن نفسك ورفض ما تُتهم به ونسيت السلوك التخريبي الذي يعد محور ومنطلق ما يحدث. ولخرجت في آخر المطاف بشعور سلبي تجاه الآخر ناسياً سلوكك السلبي الذي كان سبب كل ما حدث.
الموقف الأول جعلك تكتشف خطأك وتعترف به وتقرر عدم تكراره، بينما الموقف الثاني جعلك تركز على خطأ الطرف الآخر وعنفه واتهاماته.
التوجيه الإيجابي:
التوجيه الإيجابي هو التعبير عما تريد من ابنك تعبيراً مباشراً بلغة محددة ونغمة صوت معينة. وهو سلوك تربوي بديل عن لغة الترهيب والتخويف المبالغ في استعماله. كما أنه توجيه دقيق يدفع الطفل خطوة للاستجابة لو أحسنا استعماله.
من التعبير الدارج أن نقول لأبنائنا (من فضلك) وهي وإن كانت أسلوباً إيجابياً في مهارات الاتصال والحوار إلا أنها لا تؤتي أُكلها في كل المواقف،لاسيما أمام سلوكيات التخريب التي تصدر عن الطفل.
لو قلت لابنك
- من فضلك ضع الأوراق المتناثرة في القمامة
- من فضلك توقف عن الإزعاج!
- من فضلك أحضر لي الجريدة
- من فضلك أعد الملابس المتسخة إلى مكانها
بالتأكيد لو استعملت هذا الأسلوب في التوجيه ستحصل على نتائج إيجابية.
نتائج أفضل
لكن من المؤكد أنك تحصل على نتائج أحسن لو استعملت الأسلوب التالي:
- أريدك أن تعيد الأوراق إلى القمامة، هكذا نكون متأكدين من التخلص منها ورميها
- أريد هدوءاً الآن وبعد راحتي يمكنني الحديث معك!
- أحضر لي جريدة الفرقان، هكذا يمكننا أن نتصفح معناً القطوف الأسرية
- أريدك أن تعيد الملابس المُتسخة لمكانها، هكذا نطمئن أنها ستغسل
هذه أمثلة عن التوجيه الإيجابي الذي له استعمل بشكل دقيق ومستمر لأعطى نتائج كبيرة في تعديل التخريب واحتوائه وكذلك السلوك المزعج.
كيف نمارس هذا التوجيه الإيجابي؟
التوجيه الإيجابي يعد توجيهاً وأمراً للطفل بلا مقدمات تزيينية ويضمن لك استجابة الطفل لومارسته بالشكل المطلوب وكنت متأكداً من استجابة الطفل.
- استعمل نغمة صوت فيها جدية وتحديد مع رفع صوتك أكثر من المعتاد بشكل يسير، مع الحذر ألا يكون صراخاً
- سم الطفل باسمه، ناده بالاسم، ثم وجه إليه التوجيه الإيجابي “أحمد (توقف قليلاً..) أريدك..”
- احرص على الاحتكاك والتواصل بالعينين
- أعط أوامر محددة وليست فضفاضة (أريدك أن تعيد الملابس لمكانها، بدلاً من قولك لا أريد أن تعبث بالملابس)
- من الأقضل أن تعطي التوجيه بالتدرج عبر مرحلتين. ابدأ توجيهك غالباً بالتعبير عما تريد (أريدك أن..). المرحلة الأولى تعبيرعن رغبتك والثانية ربط الرغبة بشيء مهم (لنقرأ معاً، لنتأكد من غسل الملابس..)
- هنئ ابنك واشكره على الاستجابة بصوت هادئ مختلف عن صوت التوجيه، وهذا يعزز سلوك الاستجابة للتوجيه الإيجابي
- عبر عن محبتك للطفل لاسيما بعد أن يُبدي تعاوناً واستجابة
- امدح تعاونه وابتسم
- أعط قواعد أولية ليعرف حدوده ويشعر بحريته أكثر
جزاك الله خيرا
قواعد في غاية الابداع و الحلم والصبر والله هذا ماكنت احتاجه الى هذه المهارات لاني فعلا اعاني من الكركبة المستمرة في البيت بسبب لعبهم و سعادتهم المتواصلة التي اراها في اعينهم.فعلا اولادنا ليسوا سيئين .تنقصنا نحن فقط ادارة مشاعرنا و انفعالاتنا تجاه مايقومون به .
شكرا لك دكتور وجعل علمك هذا في ميزان حسناتك
جزاك الله كل خير
جزانا وإياكم